وعانَقتْ رُوحي نَسَمات طَيبَــــــــــــــــــــــــــــــــــة !

إلى حيث القبة الخضراء .. والمنارات المحمّدية الشاهقة . . إلى حيث حمائم البقيع ذات الصوت الهديلي الحزين .. إلى المكان الذي هدأت فيه روحي من صخب الحياة وضوضائيتها المهلكة ..

هناك وهناك فقط! عانقت روحي نسمات أطهر بقاع الأرض وأشرفها .. حيث يرقد أشرف الخلق ..

أين أنا من هذا المكان؟ وأي مكان؟ وأي أرض؟ وأي ساعة تلك التي وطأت فيها قدماي هذه البقعة ؟ ..

تهاطلــــــــــــــــــــــــــــت الخواطر .. تزاحمــــــــــــــــــــــــــــــــــــت ...

ببساطة لم أستوعب اللحظة !

هل وصلت إلى حرم أشرف الخلق! ..

(((لا أصدّق )))

إني أرى قبة خضراء مضيئة ومنارات تحدوها من كل صوب.. إنها تبدو مختلفة هذه المرة لأني أراها بعيني هاتين ..

استأذنت الدخول إلى الحرم النبوي الشريف علني استوعب الموقف ..." أأدخل يارسول الله , أأدخل يا حجّة الله , أأدخل ياملائكة الله المقرّبين المقيمين في هذا المشهد , وأذن لي يا مولاي في الدخول أفضل ما أذنت لأحدٍ من أوليائك َ , فإن لم أكن أهلاً لذلك فانت أهلٌ لذلك " .

لكم كانت روحي عطشى لهذه الارض .. لروائها ومعينها الصافي الذي لا ينضب ..

جئت مثقلة بالهموم .. جئت وفي جعبتي الكثير الكثير .. وأنا على يقين تام وثقة تامة ببركة هذه البقعة لتنهل روحي من معينها وترتوي من مائها لتهدأ وتسكن ..
يالله ..! ماذا عساي أن أسميها؟ جنان الله على أرضه؟

وأي جنان تلك؟

---

دموعي تسابقني لتلك العتبات .. لذلك السور الكئيب ..

لحمائم محلقة جابت معها روحي محلقة على قبورهم ..و نار الشوق تكويني لهم .. لكم تمنيت أن

آخذ وقتي وأزورهم .. وأذرف أنهار دموعي في حضرتهم متى شأت ومتى أردت,

ولكن... !

---

نخيل طيبة الباسقة .. أسرتني .. وعادت بي لزمنٍ بعيد بعيد

.. أذكرتني بجموحها.. جموح الأوّلين .. وشموخها شموخ ..الأوّلين .. وماذا عن الكرم ؟ لم تخلُ أسواق طيبة بطيب النخل من رطب وتمر.. بشتى الأنواع والألوان حتى عدنا بفيض نخيلها محمّلين ..

لا جعله الله بآخر العهد مني لزيارتكم